ثقافه استهداف النساء عبر الشائعات الأخلاقية من أقلام التضليل وناقصي الشرف

د. الفت الدبعي:
خلال سنين الحرب شهدت المنصات الاجتماعية طفرة غير مسبوقة “لذكور” لا ينتمون الى قيم الرجوله بشيء. فهؤلاء نجدهم يشتغلون “كهاتف العُملة الأحمر” الذي كان يُنصب في ضفاف الشوارع قبل ظهور الهاتف النقال، كلما تم تلقينه بالعملة المعدنية يتيح التحدث للمتصل. تماماً كما يفعل بعض “الذكور” المدفوعين لتشويه النساء، أو لابتزازهن، واستهدافهن ضمن حملات قذرة ولا أخلاقية، تنطلق من دوافع متعددة، إجتماعية “عائلية”، وسياسية، واقتصادية، ودينية، وعُقَد نفسية. حيث ساهم الوعي الاجتماعي البائس لتصديق ما يتم توجيهه للنساء “المغلف بعباءة الحرص على العرض والشرف” في إظهار هؤلاء “الذكور” كأبطال في حفلات سيرك مشين.
صفحات التواصل اليوم تمتلئ بامثال هؤلاء الأشباه، ممن لا يتورعون عن نشر اشاعات ضدي محاولين ابتزازي بذلك. غير مدركين أن لو اتهموني بعلاقات مع كل رجال العالم أو تشويهي بكل منقصة فلن يخيفني، وهم انما يعبرون عن سقوطهم وحسب. وعليهم أن يعرفوا جميعا ومن يستخدمهم أن “الفت” قد تغلبت على الخوف الاجتماعي من وقت مبكر، وتستعصي على الكسر أو بروبجندا الابتزاز. وبما يفعلونه فإنهم انما يهدونني أدلة لادانتهم ومقاضاتهم. وكما وصل غيركم الى القضاء فسوف يصل الاخرين تباعا حتى لو هربوا الى خلف البحر.
يعتقد البعض ممن يشعرون بنقص في قيم الشرف والرجولة أن أسهل طريقة لاستهداف النساء في الفضاء العام هو نشر إشاعة اتهام هذه أو تلك بكونها على علاقة مع فلان أو علان، متوهمين أن هذه الوسائل قادرة على كسر النساء واضعافهن أو ابعادهن عن الدفاع عن حقوقهن وكرامتهن، أو أنها ستؤدي الى تواري التعاملات بين الرجال والنساء في المجال العام ضمن اطارها الطبيعي.
إن مواجهة مثل هذه الشخصيات، واجب وطني واخلاقي، لحماية المجتمع من السقوط الاخلاقي الذي يمارسونه، وتستبيح وعيه من كل حملات التضليل. وواجب اللحظة على النساء والرجال التصدي لهذه الظواهر، وازدراء من يتدخل بأعراض الغير بهدف التشهير والاستغلال والتكسب.
إن تحييدهم وازدرائهم اجتماعياً هو العقاب الذي يجب أن يشعروا فيه ويشارك فيه كل ابناء المجتمع ونخبها ومثقفيها .
إن اليمني الاصيل ابن هذه الارض اليمنية، هو رجل بطبعه، يحترم ويقدر المرأة، ليست من طباعه الاستغلال أو الصراع مع المرأة.. ولذلك فإن نشر قيم المجتمع الإيجابية والأصيلة في التعامل مع المرأة في المجال العام أمر لابد أن يقوم بعاتقه الرجال والنساء بكل جسارة وشجاعة.
أما عديمي الشرف:
فعليهم إدراك أن ثقافة الاشاعات لم تعد تؤثر بنا نحن النساء، هذه الثقافة السلبيه التي تعودتم فيها على هزيمة النساء اجتماعيا قد وضعناها تحت اقدامنا ومضينا في طريقنا نبني وطن عادل لجميع اليمنين ذكوراً واناثاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى